الاحترافية في تربية النحل بين الواقع والطموح

محمد صلاح المعمري
المؤلف محمد صلاح المعمري
تاريخ النشر
آخر تحديث

الاحترافية في تربية النحل بين الواقع والطموح 

__________________________

🔹| الحلقة الأولى  1

.......................... . ........

الاحترافية في تربية النحل بين الواقع والطموح
الاحترافية في تربية النحل بين الواقع والطموح 


* من هو النحال المحترف ؟

في هذه السطور المتواضعة لن نسلط الاضواء على أصحاب الشهادات والمتخصصين في مجال تربية النحل فهؤلاء نعتبرهم مرجعيات.. 

لكنا سنتحدث عن النحال البسيط الذي يتمكن من إدارة منحلخ بحنكة ونجاح ويتغلب على الظروف الصعبة التي قد تواجهه ويستطيع أن يستشرف آفاق المستقبل وهو واقف على قدميه بخطى ثابتة 

__________________________

* للاحتراف صور كثيرة ومتعددة فإذا توفرت غالبية هذه الصفات في النحال فإننا نستطيع أن نطلق عليه صفة " نحال محترف "


في البداية أحب أن أنوه الى أن هذه الكلمات والجمل لم تكن ناتجة عن دراسة علمية ولن تكون معيارا دقيقا كي توضح من هو النحال المحترف.. 

إنما هي وجهة نظر شخصية تعبر عن رأي كاتبها لا أكثر وما أراه أنا صورة من صور الاحتراف في مجال تربية النحل قد لا يراه غيري والمجال يتسع لوجهات النظر المختلفة 

-----------------------------------------

بعيدا عن الترتيب حسب الأولوية 


1) أولى صور الاحتراف وقد تستغربون منها 

عندما يكون النحال مع منحله من مكان الى مكان آخر فيقترب ضوء الفجر فيضطر النحال الى أن " يعلق " بمنحله  جانبا عن الطريق الى أن يأتي الليل فيواصل المسير.......


أين الاحترافية في هذا ؟


هنا يبقى النحال في هذا المكان لمدة يوم واحد فقط فيلقي نظرة عند الغروب على داخل الصناديق البلدية او الخلايا ويعطيك تفاصيل كثيرة ودقيقة عن المرعى في تلك المنطقة التي اضطر للبقاء فيها ليوم واحد فقط !

النحال المحترف يلاحظ الاقراص في نهاية هذا اليوم ويقرأ ما وراء السطور ويعطيك معلومات عن كثافة أو قلة حبوب اللقاح وتقرير مفصل عن قوة وضعف الرحيق وووو أشياء كثيرة 

بينما يكون نحال تنقصه خبرة مثلي أنا قد أحتاج الى أسبوعين من أجل أن أقرأ تغاصيل المرعى في هذا المكان!!

٠٠٠ هناك أيضا من مربين النحل من يكتشف قوة أو ضعف المرعى في المكان الجديد في النصف الأول من اليوم الاول لوصول النحل الى هذا المكان 


2) النحال المحترف يستشعر وجود المرض في النحل في اول ظهور المرض 

وأستطيع أن أزعم أن النحال المحترف يستطيع أن يتنبأ بمجئ المرض قبل حدوثة 

٠٠٠ كيف يكون ذلك وقد يتساءل سائل ويقول هل تريد من النحال أن يعلم الغيب مثلا ؟

أقول هناك دلائل على مجئ المرض للنحل لا محالة ويجب على النحال المحترف أن يكتشفه قبل حدوثه 

أمثلة على ذلك:

* هناك أشجار عندما تثمر فإن زهرتها تسبب الاسهال للنحل مثل نوع من أنواع شجرة القرض زهرتها صفراء وهناك أشجار أخرى أيضا....


* توافد نحل جديدة ومريضة  على المنطقة ومن أماكن متعددة 

عندما تأتي نحل جديدة الى جوار منحلي أستطيع أن أكتشف ذلك المرض في النحل الوافدة إن كانت مريضة بالفعل وأعلم حينها أن ذلك المرض سينتقل سريعا الى منحلي خلال أيام قليلة فيجب أن أبدأ باستخدام علاج طبيعي أو غيره ك وقاية لمرض محتمل حصوله 

أما النحال قليل الخبرة قد تمرض النحل وهو لا يعلم.. تطير في الليل وهو لا يعلم.. تسحب على الارض في الصباح وهو لا يعلم... تصيبها العثة والقراد والاسهال وهو أيضا لا يعلم .. تطرد الى الجبل أو تهاجر لسبب ما وهو لا يعلم 


3) الصورة الثالثة من صور الاحتراف في مجال تربية النحل 

الموازنة في تقديم التغذية السكرية أيام تكاثر الحضنة ..

هناك من أصحاب النحل من يخبرك أن لديه 100 صندوق مثلا ويقدم لها تغذية بمقدار علبة مانجو خارجي كبير وعلبتين ماء كل يوم في أيام تكاثر الحضنة

قد يكون هذا شئ مقبول وطبيعي 

لكن يجب أن لا نستمر على هذه الوتيرة على طول.. بل يجب أن نضع حساب لتفاوت الرحيق في الطبيعة من أسبوع لآخر 

فإذا اختفى وجود البيض في القرص الاول والثاني مثلا وبدأت النحل تخزن فيها المحلول أو الرحيق.. هنا يجب أن أتدخل وأتوقف عن تقديم المحلول السكري أو أخفض الكمية الى حين تسحب النحل هذا الرحيق وتضع الملكة البيض في العيون السداسية 

لأن الوقت هو وقت تكاثر النحل .. كما يجب أن لا نسمح للنحل بأن ينشف الاقراص فهي ظاهرة غير جيدة في موسم تكاثر النحل 


4) معرفة اتجاه النحل ٠

أقصد به معرفة نوع العمل والشغل داخل الخلية أو الصندوق 

فليست القضية أن النحل نشيط ويخرج ويدخل الى الخلايا ويجلب معه الماء والرحيق وحبوب اللقاح 

بل يجب على النحال أن يكون على علم ماذا يعمل النحل داخل الخلايا وفي أي اتجاه يسير 

هل الملكة متوقفة عن وضع البيض ؟ هل النحل يبني أو أنه متوقفعن البناء ؟

هل " يرش " عسل بقوة أو لا .. 

النحال لا يكتفي بالنظر الخارجي لتقييم أداء النحل بل يجب أن يتعرف أولا بأول على نوعية شغل النحل داخل الخلايا..  ليس شرطا أن يفتح كل يوم كل أو معظم الخلايا والصناديق بل يكتفي بعينات جديدة كل ثلاثة أيام لخليتين متوسطة وقوية وضعيفة ويتعرف على اتجاه شغل النحل داخل المستعمرات النحلية ٠


5) تعامل النحال بايجابية واحترافية مع العسل

 من بداية الازهار الى وقت التعليب والتخزين والتغليف ...


موضوع شغل العسل وكيفية التعامل معه موضوع كبير وواسع ويحتاج الى تخصيص منشورات وحلقات.. لكن سنعرّج عليه بلمحة مبسطة في هذه العجالة 

يبدأ التعامل مع العسل من قبل وجود العسل 

بمعني عندما نكون مقبلين على موسم مثل السدر مثلا 

في بداية نوفمبر في العصيمات الى نهاية ديسمبر تقريبا في حضرموت يتوسط ذلك مأرب وشبوة وتعز وتهامة 


قبل أن تزهر السدر في الموسم الرئيس نبدأ بقطف كل العسل الموجود داخل الخلايا من تغذية سكرية قد تكون موجودة وأعسال أي شجرة أخرى لكي نظمن سلامة العسل القادم من الغش ومن الاعسال التي انتجتها النحل من أشجار أخرى ..........

أيضا معرفة النحال في الأيام الحرجة قبل الموسم كثافة الرحيق ونوعيته وجودته.. يجب أن يحدث هذا منذ وقت مبكر 

من الطبيعي عند ازهار السدر أو غيرها أن العسل يزيد داخل الاقراص كل يوم 

لكن اذا كان الرش يزيد يوم وينقص يوم فالامور ليست على ما يرام 

تذوق العسل في الأيام الأولى من خروج الزهرة فإن كان مختلط برحيق أزهار أخرى لا تريدها أو ربما تغذية سكرية حصل عليها النحل في مكان آخر فهذا يعني أن المكان لا يصلح لبقاء النحل فيه ويجب الرحيل الى مكان آخر  .... 


الاحترافية في تربية النحل بين الواقع والطموح
aliahtirafiat fi tarbiat


تعليقات

عدد التعليقات : 0